أجمع العارفون بالله بأن الخذلان : أن يكلك الله إلى نفسك ،ويخلي بينك وبينها . والتوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك .
فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه ، بل العبد في الساعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا ، فيطيعه ويرضيه ، ويذكره ويشكره بتوفيقه له ، ثم يعصيه ويخالفه ، ويسخطه ويغفل عنه بخذلانه له، فهو في دائر بين توفيقه وخذلانه .
فمتى شهد العبد هذا المشهد وأعطاه حقه ، علم شدة ضرورته وحاجته إلى التوفيق في كل نفس وكل لحظه وطرفة عين ، وأن إيمانه وتوحيده بيده تعالى ، لو تخلى عنه طرفة عين لثل عرش توحيده ، و لخرت سماء إيمانه على الأرض ، وأن الممسك له : هو من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه .
{ابن القيم } .
كتاب لا تحزن .. لعائض بن عبدالله القرني .